منتدى جامعة جنوب الوادى بقنا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



    إلى كل فتاة لم تتزوج بعد و قد تقدم بها العمر

    sandy38
    sandy38
    مراقب عام
    مراقب عام


    عدد المساهمات : 194
    نقاط : 564
    تاريخ التسجيل : 19/06/2010
    العمر : 32

       إلى كل فتاة لم تتزوج بعد و قد تقدم بها العمر   Empty إلى كل فتاة لم تتزوج بعد و قد تقدم بها العمر

    مُساهمة من طرف sandy38 الإثنين يوليو 05, 2010 4:37 pm

    إلى كل فتاة لم تتزوج بعد و قد تقدم بها العمر


    نقول لها أنتِ لؤلؤة في أعماق البحار ، و عدم اصطيادها ، لا يقلل من
    قيمتها أبداً .. نعم هذه كلمات أكتبها لكِ أختي الكريمة يا من لم تتزوجي
    بعد ، و أصارحك فيها ، وكلي أمل أن تتسلل لعقلك ، و تجد مكانها في قلبك .

    إلى من لم تتزوج بعد ، و جعلت الهّم رفيقها ، و غلفت بالحزن قلبها ، و
    جعلت اليأس يدبُ في نفسها ، وكل هذا لأنها لم ترزق بالزوج بعد .

    رفقاً بنفسك أيتها الكريمة .. فالزواج ليس فريضة يهدم دينك إن لم تفعليه ،
    بل هو سنة الله في خلقه ، يكتبها لمن يشاء ، و يرزق بها من يشاء ، ولا راد
    لقضاء الله ، فكم من عالم وعالمه أثروُا التاريخ الإسلامي بالأبحاث و
    الكتب ، و لم يكتب الله لهم أن يتزوجوا ، و مع هذا ذاع صيتهمُ ، وخلفوا
    وراءهمُ كنوز فكريه ثمينة ، خيرٌ من كنوز الذهب و الأحجار الكريمة ، ولم
    يقلل هذا من شأنهم أبداً .

    أختي الكريمة .. لماذا تعتزلين الناس ؟ أو تكوني معهم بقلب حزين يائس ، و
    كل ذلك بسبب عدم زواجك ، وهذا فيه اعتراض على قضاء الله ، فيا أختي ..
    أنتِ لا تدرين ! قد يكون في بقاءك دون زواج رحمة بك ، فاشكري الله على أي
    حال ، ولا تحزني أو تعتزلي الناس ، فهذا معناه شعورك بالنقص و كأن عدم
    الزواج ، يخل في عقيدتك أو ينقص من إيمانك و كرامتك .


    أختاه تعالي لأخبرك كيف يكون عدم الزواج رحمة بك .. إن كنتِ متدينة ، فهذا
    من نعم الله عليك ، و كم من فتاة كانت في مثل حالك و تزوجت و فتنها زوجها
    فأبعدها عن دينها و انتكس حالها ، فخسرت في الدنيا و الآخرة ، وقد حدث هذا
    حقاً ..
    فهذه فتاة تربت في بيت متدين و على طاعة الله ، و بعد زواجها أشتكى
    الجيران من حالها و حال زوجها بسبب أصوات الغناء المزعجة و العالية
    الخارجة من منزلهما ، و لا تسألين عن حال أبيها وهو يسمع بشكوى الجيران
    والله المستعان ، ( وهذه همسة خاصة لمن تقرأ الآن وهي مقدمة على الزواج
    للسؤال الدقيق عن الرجل قبل الزواج ) .

    الآن يا أختي أليس الله لطيف بك و أنت مثل هذه الفتاة التي كانت تدعوا
    الله بالزوج الصالح ، فكانت هذه هي نهاية حالها ! إذاً اشكري الله أن
    فضَّلك على كثير من خلقه ، و قدر لك هذا الحال لحكمة لا تعلميها .. ولعل
    فيها تخفيف لذنوبك .. { ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه
    سيئاته و يعظم له أجراً } .

    لن أنسى الجانب الهام ، والذي هو سبب رغبة الفتيات في الزواج ، وهو
    الإنجاب و إشباع عاطفة الأمومة بداخلها ، وهنا أيتها الكريمة أتمنى منك أن
    تنظري حولك و ترين حال من تزوجت و قدر الله عليها عدم الإنجاب ، تخيلي
    شعورها و كيف هو حالها ؟

    فهي والله في شقاء و عذاب لأنها حُرمت من شيء هام ، تسعى له كل امرأة ، و
    الحزن يملئ نفسها بالتأكيد ، والله يرحم حالها و يفرج عنها ، ويرزقها
    بالذرية الصالحة .

    أختاه أليس حالك أفضل من حالها ، فأنتِ محرومة من هذه العاطفة ، بينما تلك
    المرأة محرومة و فوق ذلك تشعر بالحزن ، لأنها سبباً في حرمان زوجها من
    عاطفة الأبوه ، وهذا يُشكل ضغطاً نفسياً كبيراً عليها .

    أنتِ لديك أبناء إخوتك و أقربائك ، فوجهي عاطفتك نحوهم ، وعلميهم و ساعدي
    في تنشئتهم على أحسن الأخلاق و على طاعة الله ، و قد تكوني معلمة و لديك
    فرصة لتربي من هم بين يديك خير تربية فأنتِ مربيه أولا و معلمه ثانياً ،
    وقد تكونين طبيبة فتساهمي في شفاء طفل - بإذن الله - و تكوني سبباً
    لسعادته ، المهم في كل هذا أن تحتسبي الأجر عند الله ، و سيمتلئ قلبك
    بالسعادة الحقيقية و معها الأجر العظيم .

    أختي العزيزة .. إن كنتِ تشعرين بأن عمرك يمضي و يحترق ، فلا تجعليه يحترق
    فيكون هباء منثوراً ، كعود الخشب اليابس ، بل اجعليه يحترق كالشمعة التي
    تحترق لتنير الدرب للآخرين ، و تضيء للآخرين حياتهم ، وهدفها ابتغاء وجه
    ربٍ كريم .

    أما إن كنتِ تنشدين المودة و الرحمة في الزواج ، فلا يخفى عليك ذلك
    الحرمان والشقاء و الجفاء الذي تعيشه كثير من النساء في ظل أزواج قصروا في
    حقوقهن ولم يراعوا شرع الله ، فكان الزواج وبالاً عليهن ، لذا عليك شكر
    الله فأنتِ لا تعلمين عن حالك بعد الزواج كيف سيكون .

    لا تجعلي كل تفكيرك محصور في الزواج ، فهكذا سيمضي العمر سريعاً و موحشاً
    عليك ، بل اصرفي هذا التفكير عن بالك ، وتوكلي على خالقك ، و اجعلي همك
    رضى الله وتعلم دين الله ، فأنتِ إن لم تكوني عالمة بكتاب الله وحافظة له
    فقد فاتك الكثير ، فعليك بطلب العلم الشرعي وابتغاء وجه الله الكريم ، و
    هكذا سيمر العمر و أنتِ كلك ثقة بنفسك وبالله لأنك توكلت على الله .


    أختاه .. لا تبالي بتلك الأوصاف التي تطلق عليك ، فالعنوسة الآن تشمل
    الشباب قبل الفتيات ، و لدي خمس قريبات في الثلاثين من أعمارهن ، تزوجن
    بشباب تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والخامسة والثلاثين ..

    وفي هذا التأخير حكمة عظيمة شعرن بها هؤلاء الفتيات و الشباب معاً ، وهي
    أنهن عرفن قيمة الزواج ، و جعلهن هذا الأمر يقدرن الحياة الزوجية ، وكان
    دافعاً لهن لقيامهن بواجباتهن على اكمل وجه ابتغاء مرضاة الله ، ولتعويض
    ما فاتهن ..
    و سبحان من يوزع الأرزاق كما يشاء ، وغيرهن كثيرات من تزوجن وهن في منتصف
    الثلاثينات بل وحتى في الأربعين ، و عشن في سعادة وهناء ، فليس المهم طول
    الحياة الزوجية ، المهم وقت السعادة الحقيقية فيها .

    أختي .. اجعلي كلمة عانس رمزاً لعزتك وافتخارك بنفسك ، و لا تجعليها
    خنجراً مسموماً تغرسينه بيديك في قلبك .. إن شعر الآخرين بعظم شخصيتك
    ونجاحك وعلو قدرك ، فسيخجلون من توجيه هذه الكلمة لك ، ولو حدث ووجهوا لك
    هذه الكلمة ..
    فهذا لن يهز ثقتك بنفسك و ثقتك بمن خلقك وصورك وشق سمعك وبصرك ، فمن أنعم عليك بهذا قادر على أن ينعم عليك بما هو خير لك .

    أختي الكريمة .. بأي عمر كنتِ ، في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين أو
    حتى أكثر ، أتعلمين بماذا أشبه حالك ؟ حالك كحال تلك اللؤلؤة الثمينة ،
    الساكنة في أعماق البحار ، لا أحد يراها ، فهي محفوظة في تلك الأصداف ،
    والتي لم تستخرج بعد !
    و أقول ( بعد ) لأنه لم يأتي ذلك الصياد الماهر الذي يعرف كيف يستخرج
    الجواهر الثمينة ، أو بسبب وجودها في أماكن بعيدة وعميقة يصعب على
    الصيادين الوصول إليها .
    و ما أكثر اللؤلؤ الذي لم يُستخرج بعد من أصدافه ، لأي سبباً كان ، فهل يعني هذا بأنه رخيص أو ثمنه قليل ؟

    يا أختي الكريمة .. فافرحي ، و أخرجي للناس ، و ارفعي رأسك عالياً ليس من
    أجل العباد ، بل من أجل رب العباد ، و املئي قلبك بالعزة و الرضى بقضاء
    الله ..
    و اجعلي هذا اليوم هو البداية الحقيقة لك ، و توجهي فيه لله ، و ادعيه أن
    يعينك على ذكره وشكره وحُسن عبادته ، و أن ييسر أمرك ، و يفقهك في أمور
    دينك ، ويجعلك نوراً لمن حولك ، و أكثري من هذا الدعاء و ردديه صبحاً و
    مساء ( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك ) .

    يا أختي الكريمة ... لا يحزنك ذلك ، و تذكري أنك لؤلؤة مكنونة ، في صدفة
    محفوظة ، تعيش حياة ساكنة في أعماق البحار ، و عدم اصطيادها ، لا يقلل من
    قيمتها أبداً .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:12 pm